ثلاث زنابق
ثلاث زنابق،
أم ثلاث أمّهات؟
. . .
ثلاث زنابق:
الأولى تفتّحت
كأن بتلاتها البيضاء تتضرّعُ
تسألُ إلهاً ما
عن أولادها
الثانية انحنتْ
يكاد ظهرها ينكسرُ
إذ تبحثُ في الأرض
عن ميسمها
الثالثة مازالت
تخبّئ وجهها
تحت وجهها
وتبكي
أتراها تعرفُ؟
ثلاث زنابق
مقطوعة السيقان
والماء نزر
في أصيص زجاجي
ووراء زجاج الشاشة
ثلاث أمّهات
سوريّات
زهرة الرازقي
زهرة الرازقي تتثائبُ
لا تخافُ من أصابعي
ولا من فراشة صفراء
تحوم حولها
وتهرب بعيداً
حين أمد يدي
الريح خجلى
والصباح طفلٌ،
مثلي،
سيرحل
مثل كل الصباحات
ولن يستوعب معناه
حتى بعد أن يصبح ذكرى
صباحٍ
يُستعادُ في قارةٍ أخرى
حين أمد يدي
إلى ذاكرة الحديقة
التي تجثم الآن
تحت جبل من الطابوق
لأقطف
زهرة الرازقي
في حياة قادمة
في حياتي القادمة
لن أكون “أنا”
سأكون زهرة بريّة
تستلقي على سفح تل بعيد
تستريح عليها الفراشات
وقد يقطفها طفل
لا يعرف الحروب
يأخذها إلى أمه
يضعها بين نهديها
تقبّله
تشمّني
وأشمّها
. . .
في حياتي القادمة
لن أكون
فراشة
كم عدوت وراءها
في حديقتنا ببغداد
لكنها كانت دائماً تهرب
واليوم
بعد ثلاثة عقود
وفي قارة أخرى
تحط على كتفي
. . .
زرقاء
كأفكار البحر
أو دموع ملاك
يحتضر
جناحاها ورقتان من شجرة
الجنة
لماذا الآن؟
أتراها تعرف
بأني لا أعدو
وراء الفراشات
بل أراقبها بصمت
و بأني أعيش
كغصن مقطوع؟
* * *